لئلا ننسى: صور لعائلات إماراتيّة 1950 ـ 1999
جامعة زايد، أبوظبي، 2013
يُعدّ هذا المعرض والكتاب المترافق معه بمثابة بحثٍ فريدٍ من نوعه يُمعن النظرَ في صور العائلات الإماراتيّة العاميّة وذلك من خلال الذكريات والتعابير الفنيّة على حدٍّ سواء. فللمرة الأولى على الإطلاق، تسنح للعامّة الفرصة في اكتشاف مجموعة واسعةٍ تزخرُ بصور العائلات الإماراتيّة وبالقصص الشفهيّة التي ألّفتها الأجيال الإماراتية الأولى واستجابت لها الأجيال التالية من خلال الفنون المعاصرة المبتكرة. يعتبر معرض "لئلا ننسى" بالإضافة إلى الكتاب والأرشيف ثمرة تعاون بين الأجيال المختلفة والجيل نفسه من المواطنين الإماراتيين.
أمّا الصور التماثليّة التي تكرّمت حوالى مئة عائلة بتقديمها، فتكشف النقاب عن الحياة اليومية وعن المناسبات الخاصة في الإمارات العربية المتحدة إبّان الخمسينيّات من القرن المنصرم، وهي الحقبة التي بدأ فيها الناس يشترون آلات التصوير حتى أواخر التسعينيّات حين شاعَ التصوير الرقمي وانتشرَ انتشاراً واسعاً. وعلى عكس غالبية الصور المنشورة التي التقطت في الإمارات خلال تلك الحقبة عن طريق المبعوثون الأجانب العاملون في القطاع الصحيّ ومنقبو النفط والصحافيون والدبلوماسيون والمصورون المحترفون والمُسافرون، التقط مواطنون عاديون تلك اللقطات الشخصيّة، والعفويّة في مُعظمها. ولا تحفظ الصور ذكريات الأفراد الذين التقطوها وظهروا فيها وحسب، بل تشهدُ أيضاً على الانتقال السريع والمهمّ من أسلوب عيشٍ قبليّ تقليديّ إلى أمّة حديثة مزدهرة.
أبصرَ مشروع "لئلا ننسى" النورَ في العام 2010، وتجلّى في سلسلةٍ من دروس المُمارسات التقويميّة التي ألقتها الدكتورة ميشيل بامبلينغ في حرم الطالبات في جامعة زايد في أبوظبي. أمّا الكتاب والمعرض المنبثقان عن هذه الدروس فقد سُميّا تيمناً بألبوم صورٍ عائليّ يعود إلى المغفور له بإذن الله الشيخ سلطان بن زايد بن سلطان آل نهيان، ويحملُ عنواناً طُبعَ في مُقدّمته وهو "لئلا ننسى". واحتوى هذا الألبوم الذي أحضرته إلى الصّف مريم بنت سلطان، الصور الأولى التي ساهمت بسخاء في هذا المشروع. وسرعان ما تطوّر المشروع ليغدوَ مبادرةً إبداعيّة وتربويّة ترعاها مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان التي تُرحّب بمشاركة المجتمعَيْن الدولي والمحلي على حدّ سواء.