زينة إماراتية: ملموسة وغير ملموسة

يقدم كتاب "زينة إماراتية ملموسة وغير ملموسة"، دراسة غنية ومتعمقة في الهوية الإماراتية، والحس الجمالي والثقافة الحياتية، والتي يتم التعرف عليها من خلال أغراض الزينة. إن الرغبة في التزين هي مفهوم عالمي، متعمق في الميل البشري للتجميل، والزخرفة، لجعل شيء ما أو شخص ما أكثر جاذبية. إن أسباب تعزيز المظهر الشخصي قوية ولها أبعاد مختلفة. بإمكان الطرق المتنوعة للزينة أن تكون محددة حسب الثقافة العامة أو برغبة فردية. كما أن بإمكانها أن تشير إلى الانتماءات القبلية، والدينية، والسياسية، والوطنية. ذلك بالإضافة إلى قدرتها على تمييز الأوضاع الاجتماعية، والاقتصادية، والتعليمية، والمهنية. إن لأساليب الزينة القدرة على إبراز الطموحات، والأخلاقيات، والإنجازات الشخصية. وللزينة العلنية أو الخفية، أوجه متعددة للتعبير عن معنى الهوية الذاتية.

يكشف هذا الكتاب عن الطبيعة الازدواجية لهذا التعبير الجمالي: الملموس وغير الملموس، الدائم والزائل. تتضمن أشكال الزينة الملموسة والباقية كلاً من الملابس، والبراقع، والحلي، والأسلحة، والممتلكات، والإكسسوارات، والأحذية. أما الأشكال غير الملموسة والوقتية من أساليب التزين فهي تتضمن الحناء، والكحل، والعطر، ومستحضرات التجميل، بالإضافة إلى العناية بالأظافر، وقصات الشعر.

يظهر كلاً من الزينة الملموسة وغير الملموسة قيمة التراث الثقافي غير الملموس، والمتجسد في المعرفة، والتذوق الجمالي، والمهارات التي يتم توريثها جيلاً بعد جيل. يسعى هذا الكتاب إلى فهم المعاني المصاحبة، وما تبرزه الزينة من الظروف المحيطة، والشعب الذي صنع، أو امتلك، أو جمّع، أو تبادل هذه المقتنيات. تظهر الزينة الإماراتية بأشكالها المتنوعة وجمالها السامي، من خلال الأمثلة الشخصية والمهمة، والرؤى التي يقدمها الشعب الإماراتي. تدعو هذه الذكريات والتأملات إلى توليد الحوارات عن أهمية الزينة كشكل من الأشكال التقليدية والمعاصرة للتعبيرات الثقافية.

إن للشعب الإماراتي موهبة رواية القصص، وهي متوارثة من تقاليد عظيمة من التاريخ الشفوي. مع استثناء القليل، فإن المضمون البصري للكتاب من الصور، والأشياء، والأعمال الفنية، يصاحبه الشرح الشفوي. نمت التجارب، والقصص، والذكريات، والتأملات، والأراء التي اختيرت لهذه المجموعة من خلال الأحاديث الطويلة والمتعمقة مع المساهمين، والتي قمت بتحريرها ونقلها بأسلوب الروايات القصيرة مع موافقة الذين تمت مقابلتهم. إن كل قصة صريحة محكية على لسان الأشخاص هي قصة شخصية وفريدة من نوعها، ولكنها تترابط جميعاً لتحكي الرواية الجماعية عن الزينة الإماراتية. من خلال جمع هذه السجلات المتباينة معاً، لقد قمت بصياغة الرؤى الثقافية لإضفاء الأهمية السياقية والتناغم في الكتاب. وبالتالي، لا تعتبر هذه المداخلات اقتباسات مباشرة من قبل المساهمين، ولكنها تقارير مختصرة نمت من خلال البحوث والمناقشات التي أجريناها معاً.

يستكشف هذا الكتاب الزينة الإماراتية من خلال تطويع اللغة الفنية لتقديم محتواه. في هذا الكتاب، تتحول حسابات المساهمين الشفوية إلى تصويرات حية للقراء من خلال الصور المصاحبة، والنصوص، والرسوم التوضيحية. تتألف كل مداخلة من عنصر "ملموس" من الزينة، والمقترن بعنصر "غير ملموس" من الذاكرة، والخبرة، والمشاعر، والفكر. بالإمكان تصوير الملموس. أما غير الملموس فيتم تمثيله من خلال الرسوم التوضيحية والسرد المكتوب.

يصور كل رسم توضيحي ما لا يُرى في الصورة من العواطف، والذكريات، والتأملات، والأفكار التي حفزتها الممتلكات. تعمل هذه الرسومات الخطية والانطباعية، من دون الحاجة إلى اللون والتفاصيل الصغيرة، على تشجيع القراء على استخدام مخيلتهم عند تصور السرد. تسهم الورقة الرقيقة المستخدمة في دعم الرسوم التوضيحية من المشاعر المجردة والانطباعات، بسبب نوعيتها الضبابية التي تنقل الذكريات المراوغة. كما يساعد الورق الشفاف القراء على النظر من خلال خطوط الرسومات إلى الصورة أو المقاطع النصية الموجودة خلفها، اعتماداً على اتجاه قلب الصفحات. وهكذا، ومع تصفح الكتاب، يندمج "الملموس" و"غير الملموس" من خلال طبقات الصورة، والرسم التوضيحي، والكتابة المتعلقة بالقصة.

 

 

جار التحميل