صور لعائلات إماراتية 1950 ـ 1999
يعتبر كتاب "لئلا ننسى: صور لعائلات إماراتية 1950-1999" أول عمل منشور يضم مجموعة من الصور العائلية التقطها إماراتيون لحياتهم اليومية وشهادات تاريخية شفهية للأجيال الأولى من المواطنين الإماراتيين والتي ترددت لاحقاً عن طريق أبنائهم وأحفادهم. ويعكس الكتاب رؤية المواطن الإماراتي للتحديات وذكرياته خلال مرحلة التطور والتنمية الشاملة التي شهدتها الإمارات منذ سنوات التأسيس الأولى للاتحاد في العقود الأخيرة من القرن العشرين.
وتجسد الصور الفوتوغرافية والحكايات المرتبطة بها أسلوب الحياة اليومي والمناسبات الخاصة في الإمارات اعتباراً من خمسينيات القرن الماضي، عندما اقتنى أفراد المجتمع كاميراتهم الأولى، وحتى نهاية التسعينيات مع انتشار التصوير الرقمي على نطاق واسع. وتختلف هذه الصور الشخصية والعفوية في غالب الأحيان والتي سجلها المواطنون الإماراتيون عن غالبية الصور المنشورة في هذه الفترة، والتي التقطها غالباً مصورون محترفون غير إماراتيين، وموظفون بشركات التنقيب عن النفط، وعاملون في البعثات الطبية، وصحفيون ودبلوماسيون ورحالة وسياح.
ولم تؤخذ صور هذا الكتاب وفقاً لتكليف أو أغراض مهنية، فهي غير رسمية ولا تهدف إلى التوثيق وإعداد العروض والتقارير. والتقط الإماراتيون هذه الصور لأغراض شخصية، واختاروا مواضيعها لأسباب خاصة بهم. وهناك حرية تلقائية وأمانة واضحة في تسجيل الواقع تعكسه هذه الصور، التي غالباً ما جاءت تجريبية وعفوية. وسجل عديد منها لحظات حوادث عارضة وربما ضاحكة من الحياة اليومية، وأحياناً مناسبات هامة، في حين تميز بعضها بعنصر الدعابة المرحة. وتستهدف هذه الصور دائماً أفراد العائلة والأصدقاء المقربين الذين يعرفون الأشخاص والأماكن أو الأحداث المسجلة فيها. وسواء التقطت لحظات عفوية أو وضعية رسمية معدة مسبقاً، تحمل كافة هذه الصور قيمة إنسانية ووجدانية كبيرة للعائلات التي تملكها.
هذا الكتاب هو عمل فني بالأساس يتميز باستخدام اللغة الفنية في التعبير عن الذاكرة الجماعية وإعادة قراءة وتحليل التاريخ الوطني. وتحتفظ كل لقطة وحكاية بذكرى شخصية فريدة بينما تشكل جزءاً من القصة المشتركة للمجتمع.
وتحت إشراف الدكتورة ميشيل بامبلينغ، وتوجيه المصورة سوزان ميساليس، ما يزيد على 100 طالبة وخريجة إماراتية شاركن في تأليف هذا الكتاب. وبدأت الدراسات البحثية للمشروع خلال العام 2010 من خلال سلسلة دورات تدريبية في مجال تنسيق الأعمال الفنية أدارتها الدكتورة بامبلينغ في جامعة زايد في أبوظبي. وعلى مدار خمس سنوات، بذلت طالبات من جامعة زايد ومتدربات ومتطوعات جهوداً كبيرة في جمع الصور العائلية، وإجراء الأبحاث عنها، وإعادة إنتاجها وترتيبها، وطباعة وتدوين الشهادات التاريخية الشفهية، وترجمتها ما بين العربية والإنجليزية، وتحرير النصوص، وتصميم مكونات الكتاب، وتخطيط الصفحات والمداخلات والغلاف.
ويعتبر ألبوم صور عائلية عنوانه "لئلا ننسى" ويرجع إلى المغفور له بإذن الله الشيخ سلطان بن زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، أول مشاركة تلقاها الكتاب، وهو الذي قادنا إلى اختيار العنوان ذاته لمشروعنا. وتُمثل مجموعة صور الكتاب الركيزة الأساسية لأرشيف "لئلا ننسى" لصور العائلات الإماراتية.